ü الموارد الطبيعية عبارة عن أشياء مادية لها قيمة اقتصادية، ولا دخل للإنسان في وجودها وتعتبر جميع عناصر الطبيعة موردا اقتصاديا تمكن الإنسان من استخدام بعضها منذ القدم، ثم اكتشف عناصر أخرى , لكن هناك احتمال استخدامها في المستقبل حسب احتياجات الإنسان وتقدمه التكنولوجي وتنقسم الموارد إلى موارد يمكن تحويلها إلى مواد اقتصادية ثم موارد عبارة عن عوامل طبيعية للإنتاج الاقتصادي( الماء الهواء الضوء...) وتعتبر الأرض وما يحيط بها وما يوجد في باطنها موردا طبيعيا يمكن تهيئته واستغلاله اقتصاديا.
ü إذن توفر الطبيعة موارد متنوعة يستغلها الإنسان اقتصاديا. نميز فيها بين موارد لا تنقرض أي موارد متوافرة بصفة دائمة مثل الهواء وأشعة الشمس تظل موجودة طالما بقي الكون على ما هو عليه واختفاؤها يعني نهاية الحياة. ثم موارد تتجدد باستمرار وبسرعة, كالموارد المائية من الأمطار ومسيلات والفرشاة الباطنية لأن تغذيتها من جديد ما دامت هناك دورة للماء , أو الموارد الغابوية عندما يتعلق الأمر بقطع الأخشاب بطريقة عقلانية. ثم موارد غير متجددة أي أنها تفتقد قدرة التجدد ولا يمكن تعويضها ويتعلق الأمر بمختلف المعادن كالفحم الحجري و البترول ... وهي معادن استغرق تكوينها ملايين السنين( الفحم تكون خلال الزمن الأول) وكذلك التربة التي تعتبر إرثا طبيعيا يتطلب تكوينه فترة طويلة.
ü لذلك فالتربة مادة يصعب تجديدها إذا ما تدهورت مركباتها. ويمكن أن يؤدي الاستغلال المكثف لهذه الموارد غير المتجددة إلى استنزافها أو نفاذها.
ü لقد استعمل الإنسان وخلال قرون طويلة الموارد الطبيعية لأغراضه الاقتصادية. فمثلا استعمل منذ آلاف السنين الموارد غير المتجددة مثل النحاس والحديد. لكن ظلت نسبة الاستنزاف إلى حدود القرن 19 بسبب قلة السكان وضعف تطور الصناعات. إلا أنه في ق20 مع النمو الديمغرافي الهائل وتطور التقنيات ومع تزايد الحاجيات فقد عمد الإنسان إلى تحريك واستغلال اكبر كمية من الموارد الطبيعية. فقد لوحظ بأن الإنسان قد استهلك خلال 40 سنة الأخيرة كمية من الثروات الطبيعية تفوق بكثير ما استهلكه من هذه الموارد منذ ظهوره على سطح الأرض إلى الآن. وهكذا أصبح الإنسان يأخذ من رأس المال الذي استغرق تكوينه ملايين السنين لتكوينه. ويبقى التساؤل مطروحا حول تبديد هذا التراث الذي لا يعوض خلال فترة قصيرة وهي عشرات السنين.
ü إن سوء توزيع الموارد واحتمال نفاذها قد يؤدي إلى وجود أزمات وتوترات دولية, لذلك ظهرت حاليا نزعة تدعو إلى استخدام المتاح من هذه الموارد بطريقة تضمن حمايتها وزيادتها عن طريق ترشيد استعمالها والمحافظة على ما تبقى منها.
ü تعتبر الثروة المائية احد الموارد الاقتصادية الهامة في حياة الإنسان لما تمثله من أهمية نظرا لاتساع مجالات استخدامها والانتفاع بها. ذلك أن الماء هو العنصر الأساسي في جميع أشكال الحياة العضوية بما في ذلك الإنسان فهو المورد الطبيعي الوحيد الذي لا ينشأ بدونه أي مورد طبيعي حيوي آخر.
ü فبدونه لا حياة بشرية ولا حيوانية ولا إنتاج نباتي. فما هي الموارد المائية؟
ü يمكن التعريف بالموارد المائية بأنها كل الهبات الطبيعية التي تغطي أجزاء من سطح الأرض في صورة المجاري المائية المختلفة والبحيرات والبحار والمحيطات بل ويمكن أن تدخل في إطارها الصور الأخرى للمياه كبخار الماء في الغلاف الغازي والمياه الباطنية وتعتبر هذه الهبات مواد اقتصادية بالمعنى الدقيق للموارد، ذلك أنها هبات يمكن تحويلها بالمجهود البشري إلى قيمة اقتصادية في صورة سلع وخدمات، حيث يمكن تحويل المسطحات المائية إلى غذاء بشري ( حيوانات مائية مختلفة)، كما يمكن تحويلها إلى أملاح ومعادن وإلى طاقة فضلا عن خدمات للنقل النهري و البحري .
ü وتغطي المياه في صورة البحار والمحيطات حوالي 71 في المائة من سطح الكرة الأرضية، وكما تختلف هذه البحار والمحيطات من حيث مساحتها تختلف من حيث تضاريسها وعمقها بشكل يؤثر على درجة أهميتها الاقتصادية حيث يمكن التمييز بين 3 مستويات من العمق:
ü -الأرصفة القارية : وهي المناطق التي تمتد من الشاطئ متدرجة في انحدارها وعمقها حتى عمق 200 متر.
ü -المنحدر القاري: وهي تلك المناطق من البحار والمحيطات التي يتراوح عمقها بين 200 و 2600م تقريبا.
ü -مناطق المحيطات التي يزيد عمقها عن 2600م.
ü ومع هذا الاختلاف في المساحات والأعماق لمختلف البحار والمحيطات ومن ثم في أهميتها الاقتصادية والإستراتيجية فهي تتفق جميعا من حيث نوعية الموارد الاقتصادية التي تقدمها لنا والتي يمكن تصنيفها إلى ثلاثة أنواع، هي :
ü 1- الموارد الكيميائية : حيث تتوافر مياه البحار والمحيطات على ثروات معدنية وأملاح ضخمة حرة طليقة بحكم ذوبانها في الماء لم تستغل على نطاق واسع لحد الآن باستثناء كلوريد الصوديوم (ملح الطعام) وبعض الأملاح الأخرى مثل أملاح البروم والمغنيسيوم الذي يستخرج ثلث الإنتاج العالمي منه من مياه البحار.
ü 2- موارد جيولوجية : تتوافر عليها القشرة الأرضية التي تغطيها مياه البحار والمحيطات التي ترقد على سطح هذه القيعان كالرمال والحصى والقصدير والماس إلى جانب ما تتوافر عليه القشرة الأرضية التي تغطيها مياه البحار والمحيطات من النفط والغاز الطبيعي.
ü 3- موارد بيولوجية : تمثل النباتات المائية والأسماك والقشريات والرخويات ...حيث تمثل مصدرا هاما من مصادر الغذاء الأساسية المتمثلة في الأسماك ولا تقتصر أهمية الأسماك على كونها غذاء للإنسان فهي تدخل في صناعة الأسمدة وعلف الحيوان وتعتبر الأسماك من أقدم الموارد الطبيعية التي استغلها الإنسان وقد كانت حرفة صيد الأسماك من الحرف القديمة التي مارسها الإنسان في المسطحات المائية في أماكن تواجده واستقراره وكانت حتى منتصف ق 19 حرفة تعتمد على وسائل بدائية في الصيد وعلى سفن الصيد الشراعية التي يقتصر نشاطها على المناطق السياحية القريبة
ü ولكن مع حلول النصف 2 من ق19 وق 20 بدأ الإنسان عمليات تطوير الصيد حتى وصلت إلى ما هي عليه الآن من استخدام وسائل وأساليب حديثة متطورة حيث انتشرت سفن الصيد التجارية الحديثة التي ساعدت على امتداد أنشطة الصيد إلى داخل المحيطات بعيدا عن الشواطئ وحققت بذلك زيادات كبيرة في معدلات إنتاج الأسماك.
ü ينتشر النبات الطبيعي في أغلب سطح الكرة الأرضية ما عدا المناطق التي تغطيها الثلوج بشكل دائم مثلا اسلندا والقطبين الشمالي والجنوبي والمناطق التي تقل فيها كمية الأمطار كالمناطق الصحراوية الجافة والمناطق ذات السطوح الصخرية. ويقصد بالغطاء النباتي الطبيعي ذلك الغطاء النباتي الذي ينمو طبيعيا دون أن يكون للإنسان دخل في وجوده وبذلك تختلف النباتات الطبيعية على النباتات والمحاصيل التي يعمل الإنسان على زرعها ورعايتها بطرق مختلفة من اجل الاستحواذ على ما تدره من محاصيل ويمثل الغطاء النباتي نتاجا للظروف البيئية التي ينمو فيها فهي تعد إلى حد كبير الخلاصة النهائية لهذه البيئة بعناصرها المختلفة الجيولوجية الخاصة بالتربة و التضاريس والمناخ، الأمر الذي يفسر لنا اختلاف توزيع الغطاء النباتي الطبيعي على سطح الكرة الأرضية. حيث تنتشر الغابات الاستوائية الكثيفة المتشابكة الأغصان في الأراضي الواطئة بينما يتواجد الغطاء النباتي في صورة شجيرات ونباتات جافة متباعدة في المناطق الصحراوية وعلى شكل طحالب دقيقة تغطي الصخور في المناطق القطبية، وبالنظر لاختلاف الظروف البيئية الطبيعية نجد أن النباتات الطبيعية تضم 3 أشكال رئيسية من النباتات وهي: الغابات -الحشائش- نباتات الصحاري.
ü وتعتبر الغابات أهم صور النبات الطبيعي وذلك بسبب ما تتوافر عليه من ثروة خشبية هائلة. أما النوع الثاني وهو الحشائش فإنها لا تعتبر موردا طبيعيا مباشرا إنما تقتصر أهميتها على اقترانها بعملية توزيع الموارد الحيوانية بينما لا تتمتع نبات الصحاري من أعشاب ونباتات جافة متناثرة بأهمية اقتصادية.
ü وتتميز الغابات عن الحشائش والنباتات الصحراوية باعتبارها موارد نباتية يقوم الإنسان باستغلالها بشكل مباشر في مناطق واسعة من العالم حيث تشير الإحصائيات إلى أن حوالي 25 في المائة أي ما يعادل 4آلاف و 500 مليون هكتار من سطح الكرة الأرضية اليابسة مغطى بمختلف أنواع الغابات إلا أن هذا المساحة تقلصت نتيجة الاستغلال العشوائي للإنسان وقيامه بقطع ما يقرب من نصف هذه المساحة حيث لم تعد الغابات تغطي سوى مساحة تقدر ب 3.410.851 مليون هكتار.
ü أما من حيث أوجه استغلال الإنسان للموارد الغابوية فيمكن قراءته انطلاقا من التوزيع الجغرافي لمساحات الغابات في العالم فبسبب الاستغلال الوحشي تقلصت مساحة الغابات في العالم من 4500 مليون هكتار إلى 3411 مليون هكتار منها 56 في المائة توجد في أمريكا و25 في المائة في آسيا و18 في المائة في إفريقيا, كما يبينه الجدول التالي:
مصادر الطاقة
يطلق مصدر الطاقة على المفعول الحراري أو على القوة الدافعة المحركة وعلى إنتاج الضوء وقد ارتبط تقدم الحضارة البشرية ارتباطا وثيقا بالطاقة المحركة التي تنوعت مصادرها وتطورت تقنيات استخراجها واستعمالها فكانت سببا في حدوث تحولات اقتصادية كبرى في العالم. فبعدما استعمل الإنسان في البداية القوة البشرية والحيوانية كقوة دافعة اهتدى في مرحلة ثانية على استخدام قوى الطبيعة من مياه كطاقة حرارية أي كوقود...biomasse ورياح لهذا الغرض ومنذ اكتشاف النار استعمل الإنسان الكتلة الإحيائية، ولم يتمكن من توليد الطاقة المحرك إلا في بداية العهد الصناعي بعد اكتشاف طريقة التفحيم (سنة 1735) واكتشاف الآلة البخارية (سنة 1769), كما أنه لم يستفد من البترول كقوة محرك ذات الدفع الميكانيكي إلا في النصف الأخير من القرن 19 (بعد اختراع آلة الاختراق الداخلي) ثم اهتدى لاستغلال المياه في توليد الطاقة الكهربائية في بداية القرن 20 وخلال نفس القرن اكتشف أنواعا أخرى من الطاقة الشمسية والنووية.
لقد عرف استعمال مصادر الطاقة بمختلف أنواعها تطورا مستمرا وشمل ميادين عديدة لها علاقة وطيدة بحياة الإنسان. فبالإضافة إلى كونها تعتبر غذاء ضروريا للإنتاج الصناعي فهي أساسية في قطاع المواصلات وفي الأغراض المنزلية. ويعني هذا بأن الحياة العصرية تقوم كليا على مصادر الطاقة التي أصبحت تشكل رهانا اقتصاديا سياسيا وبيئيا. و لكل هذه الاعتبارات فقد ظلت الطاقة لأزيد من 20 سنة محط اهتمام بالغ من طرف مختلف الأخصائيين والفاعلين في مجال الطاقة.
ويستخدم كل شكل من أشكال الطاقة في مجال مختلف كما يمكن تحويل بعضها لإنتاج طاقات أخرى.
وتنقسم مصادر الطاقة إلى مصادر معدنية وأخرى غير معدنية:
المصادر المعدنية : عبارة عن موارد توجد في الطبيعة إما على شكل مواد صلبة كالفحم الحجري أو مواد سائلة كالنفط ومشتقاته أو مواد غازية كالغاز الطبيعي وتعتبر حاليا المصدر الأساسي للطاقة وستظل كذلك لفترة زمنية طويلة لأن احتياطها لا زال كافيا لتغطية حاجيات العالم من الطاقة ولأن تكاليف إنتاجها لازالت منخفضة إلا أنها مصادر طاقية غير متجددة يمكن أن يؤدي استعمالها المكثف إلى نفادها وانقراضها لذلك يتطلب هذا النوع من الطاقة التفكير في البحث عن طاقة بديلة.
المصادر غير المعدنية : فهي مصادر ناتجة عن قوى الطبيعة (الرياح المياه أشعة الشمس) أصبحت توفر طاقة دافعة ومحركة بعدما أخضعها الإنسان لحاجياته وهي مصادر غير فانية تتجدد باستمرار طالما استمر وجودها فوق سطح الأرض وتتمثل أساسا في الطاقة الشمسية طاقة كتلة الإحيائية، الطاقة الريحية والمائية. وتتميز هذه الطاقات المتجددة بانتشارها في جميع أنحاء المعمور بضعف تأثيراتها السلبية على البيئة وصلاحيتها الطاقية وخضوعها لموسمية التزويد. وللإشارة فسوف يتم ويقتصر الحديث هنا عن مصادر الطاقة المعدنية : الفحم الغاز الطبيعي والبترول وذلك بنوع من التلخيص.
الفحم : هو في الأصل عبارة عن مواد نباتية تجمعت مند زمان بعيد تحت طبقات من الرمال والطين في أماكن كانت تمتاز بدفء مناخها ووفرة مائها وتكاثف طبقات الغطاء الذي يعزل هذه النباتات عن غازات الغلاف الحيوي فيحميها من التحلل ويتولد ضغط وحرارة تفقد معها هذه النباتات محتواها المائي .وقد عرف الفحم في الصين وعرف في أوربا خلال القرون الوسطى حيث كان يستعمل في التدفئة والطبخ إلا أن إنتاج واستهلاك الفحم كطاقة لم يصبح مهما إلا في القرن 18 بشكل مزامن للثورة الصناعية حينما تم اختراع الآلة البخارية ويعتبر الفحم أساس هذا الانقلاب الصناعي لذلك أصبح له ارتباط وثيق بالثورة الصناعية فأصبح عصرها يعرف بعصر الفحم فكان الفحم عاملا رئيسيا في توطين الصناعات وتوزيع السكان كما كان له تأثير كبير في تطور النقل البحري والسكك في ق 19 وبداية ق 20 وضل الفحم هو المصدر الأساسي في الوقود لمدة تزيد عن قرن من الزمن إلى أن اكتشف البترول وتطورت طرق استخراجه واستخدامه ومازال الفحم رغم ذلك يساهم بحوالي 30% من موارد الطاقة العالمية رغم منافسة طاقات أخرى له .
الغاز الطبيعي : عرف مند القدم فقد استعماله الصينيون قبل الميلاد للإضاءة وللطهي والتدفئة وكانوا يستغلونه انطلاقا من مناجم طبيعية عن السطح أما في أوربا فقد كانت منابعه الطبيعية معروفة لكنها ظلت غير مستعملة والاحتمال الوحيد هو أنها استعملت في منطقة جنوة بإيطاليا و في و . م. أ فقد تعرف عليه الأمريكيون أثناء التنقيب على الماء أو الملح إلا أن استعمله ظل نادرا حتى استبدلت الأنابيب الخشبية بالحديدية وظهرت منافذ مهمة للغاز بسبب ظهور مصانع الصلب والزجاج بمنطقة بتزبورك 1880 فشاع استعماله في و. م . أ أما باقي دول العالم فإنها لم تكن تستعمله بل أكثر من ذلك حينما كانت الشركات البترولية تجده أثناء بحثها عن البترول فإنها كانت تتخلص منه عن طريق حرقه أو إرجاعه الى باطن الأرض إلا أن الطلب المتزايد على الطاقة وظهور تقنيات جديدة في نقله جعلته يحظى بالأهمية مند الخمسينات.
البترول: تقلبات في الإنتاج وتغيرات في الأسعار وأثرها على الاقتصاد العالمي
إن البترول سائل اسود لزج يتكون من مواد هيدروكربونية (هيدروجين كار بون ) و نتروجين و كبريت .يعتبر من أهم مصادر الطاقة في وقتنا الحاضر حيث تعتمد عليه الدول في جميع منجزاتها أكثر من اعتمادها على أي سلعة أخرى وقد بدأ التزايد السريع في الاعتماد عليه خصوصا مند أوائل القرن 20 وقد ساعد التقدم الذي حققه الإنسان على هذا التحول الإضافة الى ما يميزه من مميزات بالنسبة لمصادر الطاقة الأخرى فزادت معدلات إنتاجه و استهلاكه على حساب المصادر الأخرى و خاصة الفحم .
Enregistrer un commentaire