علاقة الجغرافية الاقتصادية بالعلوم الأخرى
إن الإحاطة بالعلوم الأخرى شيء هام للاستيعاب الناتج الموضوعية التي ينتهي إليها البحث في تلك العلوم وهي حصيلة يجب أن يستعين بها الجغرافي في فهم وتفهم الظاهرة الجغرافية وفي الوصول إلى تحليل منطقي لها وبالتالي نستطيع ابتكار نتائج تتصل بالظواهر الطبيعية التي هي موضوع دراسته . فمثلا إذا أردنا دراسة زيت البترول نجد أن عملية اكتشافه من اختصاص هندسة البترول وعملية تكريره ونقله هي عملية صناعية أما عملية التسويق والتوزيع فتدخل في علم الاقتصاد أما دور الجغرافيا الاقتصادية فهو دراسة مشاكل الموقع وهل الموقع مناسب للإنتاج وأين ستقوم مناطق وأين يمكن أن تقام عملية التكرير ودراسة وسائل المواصلات والبحث عن أصلح ا ثار البيئة على الإنتاج ودراسة السلع المنافسة ومناطق إنتاجها ومن هنا كانت الإحاطة بنتائج العلوم الطبيعية والإنسانية الهامة جدا للجغرافي نظرا لان ميدان دراسة الجغرافية يتضمن الميد نين معا ولقد أدى دالك إلى أن وصف الباحثين الجغرافيا بأنها علم تركيبي بمعنى انه يتركب من مجموعة متنوعة من نتائج العلوم .لكن الأمر ليس كذلك وإنما الهدف الأساسي هو أن يكون لدى الجغرافي القدرة على التوفيق بين هذه النتائج والتنسيق بينهما لتكون معبرة في مجال موضوع دراسته لبعض الظواهر سواء كانت طبيعية أو بشرية والجغرافيا الاقتصادية تاخد اسمها من الجغرافيا وذلك يعني أنها تؤكد على دراسة المكان بخصائصه الطبيعية والبشرية .كما تاخد صفاتها من الاقتصاد وكلمة الاقتصاد هنا تعني تلك الأجزاء من العلوم التي تتعلق بالتطبيقات. غير أن الجغرافيا الاقتصادية لاتهتم بالجوانب التطبيقية لعلم الجغرافية وإنما تهتم بالجوانب الاقتصادية .
وللجغرافية الاقتصادية علاقة وطيدة بعلم الاقتصاد إذ تعالج بعض النظريات والموضوعات التي يدرسها علم الاقتصاد فان العلاقة وثيقة بين العلمين . فعلى دارس الجغرافيا الاقتصادية أن يهتم بمبدأ وقواعد ونظريات علم الاقتصاد حتى يستطيع تفسير العوامل الاقتصادية المؤثرة في إنتاج وتبادل واستهلاك السلع والخدمات وعلى دارس الاقتصاد أن يدرس الجغرافية الاقتصادية التي تعالج موارد الثروة الاقتصادية التي تهدف إلى تحقيق غايات الإنسان فالاقتصاديون في حاجة إلى فهم الأسس الاقتصادية داخل الأقاليم الجغرافية المختلفة وعليهم البحث في المشكلات التي تنتج عن ندرة الموارد وهذه الندرة نتيجة لكثرة الحاجيات ولذلك نشأة النظم الاقتصادية لعلاج المشكلة الاقتصادية كمشكلة الإنتاج . فعلم الاقتصاد لا يدرس الجهد الذي يبدله الإنسان حتى يتمكن من إشباع حاجياته المتعددة وطرق إشباعها بأقل جهد واقل تكلفة فالحاجيات هي المحرك والجهد الذي يبدله الإنسان هو الوسيلة بينما إشباع الحاجة هو الغاية . فالاقتصاديون في دراستهم لغلة يتناولون الموضوع من الجوانب التي تتحكم في أسعاره والعرض والطلب وتقلبات الأسعار وتكاليف الإنتاج وتمويل مشروعات الإنتاج والتخزين والتسويق دون الربط والتوزيع والوصف والتعليل الذي تهتم به الجغرافية الاقتصادية. لكن الجغرافية الاقتصادية تعالج الموضوع بطريقة تختلف عن ذلك فهي تتناول دراسة القطن في ناحية طبيعية.هذه المادة والعوامل المتحكمة في إنتاجها وتوزيعها الجغرافي وتحليل هذا التوزيع وكمية الإنتاج أي أنها تهتم بالإنتاج في حين يهتم علم الاقتصاد بالتوزيع والاستهلاك ومن هنا تتضح العاتقة بين العلمين.فهناك ارتباط بين الإنتاج والتوزيع والاستهلاك كما تتناول العلوم الزراعية نفس الموضوع حيث يهتم دارس العلوم الزراعية في دراسة منتوج معين "القطن " بحيث يركز على ظروف الزراعة والتركيز على غلة ما في فصل معين والعوامل المؤثرة في زيادة الإنتاج والتهجين .كما توجد علاقة بين الجغرافية الاقتصادية والإحصاء فالجغرافية الاقتصادية تدرس السلع والخدمات وتقيس العلاقات بينهما ولا يكون ذلك دقيقا إلا باستخدام المقياس الرياضي وهذا ما يقوم به رجل الإحصاء حيث يقوم بوضع القوانين الرياضية الصالحة لاستخدامها في الجغرافية الاقتصادية ولذلك كان من الضروري أن يلم دارس ج - إق بالإحصاء
Enregistrer un commentaire